الإمامة في الصلاة
- medlak
- 14 août 2018
- 3 min de lecture

الإمامة لغة:مصدر من الفعل ( أمَّ )، يقال : أمَّ القوم إمامةً :أي تقدمهم و صار لهم إماما في الصلاة و غيرها.
الإمامة اصطلاحا:تطلق في الإصطلاح على معنيين هما :
المعنى الأول: الإمامة الكبرى،و يقصد بها الخلافة و الرئاسة، و الولاية و الإمارة.
المعنى الثاني:الإمام الصغرى ، و يقصد بها إمامة الصلاة.
التعريف الجامع:هو ارتباط المأموم بإمامه في أفعال الصلاة كلها بشروط معينة يجب أن تتوفر في الإمام ، و حقيقة هذا الإرتباط تتمثل في تعليق صلاة المأموم بإمامه قبل بداية الصلاة ، فلا تصح أن يسبقه بركن منها.
تعريف الإمام اصطلاحا:
إمام الصلاة : هو من يتقدم المصلين و يتابعونه في حركات الصلاة.
سؤال : ما الفرق بين هذه الإلفاظ ذات الصلة ؟ : القدوة - التأسي - الإتباع .
القدوة:اسم من اقتدى، إذا فعل مثل فعله تأسيا ، فالمأموم يقتدى بالإمام و يفعل مثل فعله في القيام و الركوع و السجود.أما التأسي ، من الأسوة، و هي الحالة التي يكون الإنسان عليها في اتباع غيره، قال تعالى:{لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (21) سورة الأحزاب، أي قدوة صالحة يقتدى به في العبادات بأكملها من صلاة و صيام و حج ......، الإتباع: من التتبع و المتابعة ،بمعنى سار في أثره و تلاه فيقال : تبع المصلي الإمام بمعنى حذا حذوه و اقتدى به .
فضل الإمامة :
فضل الجماعة لا يتحقق إلا بوجود الإمام و المأموم معا في صلاة واحدة ،فهي تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة لحديث رسول الله صلى الله عليه و سلم :قال : صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع و عشرين درجة (رواه البخاري في صحيحه )
1- الإمامة ميراث من النبيء صلى الله عليه و سلم ، فهو أول من تقدم لها ، و كونه أفضل الخلق و أشرفهم يدل على أنها مبنية على الفضيلة و الكمال، فكل من كان أكمل و أفضل ، و أكثر شبها برسول الله صلى الله عليه و سلم خُلُقاً ، فهو أحق بها.
2- مواظبة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و الخلفاء الراشدين على الإمامة دليل على أفضليتها .
3- تعتبر الإمامة في الصلاة من خير الأعمال التي يتولاها خير الناس ذوو الصفات الفاضلة ، لذا أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يقوم بها أعلم الناس و أقرؤهم ، فعن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه قال :" يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا القراءة سواء ، أعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء ، فأقدمهم هجرة ، فإن كانوا في الهجرة سواء ، فأقدمهم سلما ، و لا يؤمن الرجل الرجلَ في سلطانه ، و لا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه." رواه مسلم في صحيحه
4- الإمام ضامن لقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" الإمام ضامن و المؤذن مؤتمن ، اللهم أرشد الأئمة و اغفر للمؤذنين " فالضمان هنا : ضمان الحفظ و الرعاية ، لأنه يحفظ للقوم صلاتهم ، فصلاة المقتدين به في عهدته ، و صحتها مقرونة بصحة صلاته ، فهو كالمتكفل لهم صحة صلاتهم، و له أجر كبير إن أحسن ، فكان بعض الصحابة رضي الله عنهم يقول للنبيء عليه الصلاة و السلام : اجعلني إمام قومي .. لما يعلمون في ذلك من الفضيلة و الأجر.و لقول الرسول صلى الله عليه و سلم:" الإمام ضامن فإن أحسن فله و لهم ، وإن أساء يعني فعليه و لا عليهم " رواه ابن ماجة في سننه.
5- أيهما أفضل : الإمامة أم الأذان ؟
عند جمهور الفقهاء من الحنفية و المالكية و الشافعية و الحنابلة ، روايتان : أحدهما : الإمامة أفضل من الأذان ، و الأخرى الأذان أفضل من الإمامة ، و في رواية ثالثة عند المالكية هما سواء في الأفضلية. و في كل مذهب أدلته الفقهية في الموضوع.
يتبع إن شاء الله.
Comments